ارتفاع احتياطي الذهب:- حيث تستمر الصين في شراء الدهب عن طريق البنوك المركزية التابعة لها في مفاجأة جديدة بعد مرور عدة أشهر على إرتفاع المعدن الأصفر، حيث قامت بعمليات شراء جديدة على الذهب خلال شهر نوفمبر 2025 في إستمرار لإقتناء المعدن النفيس وزادة إحتياطي البنوك منه، حي ترغب الصين في تعزيز الإقتصاد بدلا من البقاء على سندات الدولار الأمريكي فقط في ظل التلقبات التي تضرب الإقتصاد العالمي وسط مخاوف متصاعدة، الجدير بالذكر أن الصين هي الإقتصاد الثاني على مستوى العالم بعد أمريكا مما يجعلها من الركائز الأساسية في العالم كما أن أي تحرك من حانبه يؤثر على العالم فقط، وفي هذا المقال سوف نوضح تأثير الذهب على المدى البعيد.
ارتفاع احتياطي الذهب في الصين
شهد احتياطي الذهب في الصين ارتفاعًا جديدًا بنهاية نوفمبر 2025 الماضي، وفق بيانات صادرة عن بنك الشعب الصيني حيث وصل حجم الاحتياطي إلى نحو 74.12 مليون أونصة مقارنة بـ74.09 مليون أونصة خلال أكتوبر الماضي، ورغم أن الزيادة تبدو محدودة إلا أنها تؤكد إستمرار وتيرة الشراء المنتظم التي تتبعها بكين منذ فترة طويلة، ويأتي هذا النمو في الكميات متزامنًا مع ارتفاع واضح في قيمة الاحتياطي التي بلغت 310.65 مليار دولار، مستفيدة من الصعود القوي في أسعار الذهب العالمية، ويعكس هذا الأداء استمرار توجه المستثمرين سواء داخل الصين أو خارجها إلى الملاذات الآمنة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي التي تسيطر على الأسواق الدولية.

عروض جديدة لتخزين الذهب الأجنبي داخل الصين
في خطوة تعكس توسعًا استراتيجيًا في دور الصين داخل سوق الذهب العالمية، بدأت بكين في تقديم عروض للبنوك المركزية الأجنبية تتيح لها تخزين ذهبها داخل الأراضي الصينية، هذا التوجه يمزج بين تعزيز العلاقات المالية الخارجية وزيادة الثقة بدورها كقوة اقتصادية قادرة على إستضافة احتياطيات دولية كبيرة، ويأتي ذلك في وقت يواصل الذهب العالمي أداءه القوي، محافظًا على مستويات تفوق 4000 دولار للأونصة، رغم تراجعه الطفيف عن الذروة التاريخية المسجلة في أكتوبر الماضي، ويتوقع محللون أن يحقق المعدن الأصفر أفضل أداء سنوي منذ عام 1979، مدفوعًا بتنامي المخاطر الجيوسياسية وتبدل السياسات النقدية في العديد من الدول.
اكتشاف تاريخي لرواسب ذهب ضخمة في لياونينغ
وفي تطور جيولوجي لافت، أعلنت وزارة الموارد الطبيعية الصينية عن اكتشاف أول رواسب ذهب كبيرة ومنخفضة المستوى في مقاطعة “لياونينغ شمال شرقي البلاد”، وتشير التقديرات إلى أن رواسب “دادونغقو” تحتوي على نحو 2.586 مليار طن من الذهب الخام، مع إجمالي موارد يبلغ 1444.49 طن، بمعدل متوسط 0.56 غرام لكل طن. هذا الاكتشاف، الذي وصف بأنه تاريخي سيعزز بصورة كبيرة الاحتياطي الاستراتيجي الصيني من الذهب، كما يمهد لإنشاء قاعدة عالمية المستوى لإنتاج الذهب.
تحركات تكشف استراتيجية طويلة الأمد
تعكس تحركات الصين الأخيرة توجهًا واضحًا نحو رفع حصة الذهب داخل احتياطياتها الأجنبية، في وقت تسعى فيه بكين إلى تقليل اعتمادها على العملات الدولية وتقليل تعرضها لتقلبات سعر صرف الدولار الأمريكي، ويرى خبراء الاقتصاد أن استمرار شراء الذهب لأكثر من عام كامل ليس تحركًا ظرفيًا مرتبطًا بتغيرات السوق فقط، بل هو تحول هيكلي في إدارة الاحتياطيات الصينية في ظل توسع دور الصين في التجارة العالمية ورغبتها المتزايدة في تعزيز استقلالها المالي، خاصة بعد تداعيات جائحة كورونا الأخيرة التي أكدت الحاجة لتنويع مصادر القوة الاقتصادية.
الصين في قلب سباق الذهب العالمي
لا تأتي هذه التحركات بمعزل عن التوجهات العالمية، إذ تتجه عدة بنوك مركزية حول العالم إلى تعزيز ممتلكاتها من الذهب باعتباره أداة للتحوط وتقوية الاستقرار المالي، غير أن ما يميز التحرك الصيني هو تكامله بين الشراء المستمر، والتوسع في تخزين الذهب الأجنبي، واكتشافات جديدة تعزز الإنتاج المحلي، هذا الجمع بين أدوات القوة يجعل الصين لاعبًا أكثر تأثيرًا في سوق الذهب الدولية، ويمنحها قدرة أكبر على تشكيل جزء من مستقبل النظام المالي العالمي خلال السنوات المقبلة.